قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “سيدفع الثمن” لجهوده في تقويض الانتخابات الأميركية لعام 2020، في حين اعتبرت موسكو هذه الأحاديث هروبًا من المشكلات الداخلية.
وخلال مقابلة مع “ابه بي سي نيوز”، الأميركية، قال بايدن: “أتحدث أنا وهو، وأعرفه جيداً نوعاً ما، عندما بدأت المحادثة قلت له: أنا أعرفك وأنت تعرفني. إذا تأكدت بأن هذا الأمر حدث فكن مستعداً”.
ولم يقدم الرئيس مزيدًا من التفاصيل حول “الثمن” الذي سيدفعه بوتين. لكنه أشار إلى المحادثة التي قال إنه أجراها مع نظيره الروسي في مكتبه في الكرملين في عام 2011.
وأضاف: “قلت له أنذاك لا أعتقد أن لك روحًا. فأجابني: نحن نفهم بعضنا البعض”.
وأكد بايدن في المقابلة: “انظر، الأمر الأهم في التعامل مع القادة الأجانب في تجربتي، وتعاملت مع الكثير خلال مسيرتي، هو معرفة الشخص الآخر فقط”.
وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن بوتين “قاتل”، قال الرئيس الأميركي: “أعتقد ذلك”.

اتهام جديد ورد روسي
من جهتها، قالت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة، إن هذه الاتهامات التي أطلقتها الاستخبارات الأميركية “لا أساس لها”.
وأضافت، في بيان، أن واشنطن تحاول من خلال الوثيقة التي أعدتها أجهزة استخباراتها نقل مسؤولية أزماتها الداخلية إلى لاعبين خارجيين.
وأشارت إلى أن موقف الإدارة الأميركية لا يتماشى مع حوار الخبراء الذي اقترحته روسيا، والمبني على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل لإيجاد حلول للقضايا الأكثر إلحاحًا.
وقالت إن تصرفات واشنطن لا تسهم في بناء علاقات أفضل مع موسكو.
وأصدرت المخابرات الأميركية، الثلاثاء، تقريرًا في 15 صفحة يضاف إلى اتهامات قائمة منذ وقت طويل بأن بعض كبار مساعدي ترامب عملوا لصالح روسيا.
وكان التعامل من خلال تضخيم مزاعم وجهتها شخصيات أوكرانية على صلة بموسكو إلى جو بايدن الذي كان آنذاك مرشحًا بانتخابات الرئاسة الأميركية.
ومن المتوقع أن تفرض واشنطن عقوبات جديدة على موسكو قريبًا، بسبب هذه المزاعم حسبما ذكرت 3 مصادر لرويترز، شريطة عدم ذكر اسمها.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على 4 مسؤولين روس كبار هذا الشهر بسبب معاملة موسكو للسياسي المعارض أليكسي نافالني، في خطوة اعتبرتها موسكو تدخلا غير مقبول في شأنها الداخلي.
واتهمت سفارة موسكو في واشنطن الولايات المتحدة بالسعي لتشويه صورة روسيا، وتحميل آخرين المسؤولية عن مشاكلها الداخلية.
وفي فبراير شباط الماضي، نقلت صحيفة “بوليتيكو” عن مسؤول سابق في البيت الأبيض أن إدارة بايدن وفريقه للأمن القومي لهم صلاحية الاطلاع على سجلات تتضمن الاتصالات واللقاءات التي دارت بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال فترة رئاسة الأول.

وقالت الصحيفة إن فحوى ما لا يقل عن 12 مكالمة واجتماعات غير منتظمة بين الرئيسين، قد تساعد في معرفة ما إذا كان ترامب قد كشف عن معلومات حساسة أو أبرم صفقات مع بوتين قد تفاجئ الإدارة الجديدة.
وسبق أن كشف عميل سابق للاستخبارات الروسية عن أن موسكو استثمرت في الرئيس الأميركي السابق ترامب على مدى 40 عامًا، وقد أثبت استعداده لترديد الدعاية الروسية المعادية للغرب.
وقال يوري شفيتس (67 عامًا)، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية: “هذا مثال على الحالات التي يتم فيها تجنيد الأشخاص عندما يكونون مجرد طلاب، ثم يرتقون إلى مناصب مهمة. شيء من هذا القبيل كان يحدث مع ترامب”.
ولم يتمكن الديمقراطيون من إدانة ترامب خلال وجوده في الحكم بالتورط مع التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية.